منحت وزارة الكهرباء مطلع الأسبوع الجاري، إحدى الشركات الصينية عبر وكيل معتمد لها في سوريا، أمر المباشرة لتنفيذ مشروع كهروضوئي لإنتاج 36 ميغا واط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية في مدّة أٌقصاها 24 شهراً، ليصار تنفيذ المشروع والبالغة تكلفته ما يزيد عن 489 مليار ليرة سورية، على 6 مراحل.
وحول ماهية المشروع وطبيعته ومكان تنفيذه، يقول مدير عام المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء عمر البريجاوي “أعطينا منذ فترة قصرة، أمر المباشرة لأحد المتعهدين وهو وكيل لشركة صينية، لتنفيذ مشروع كهروضوئي باستطاعة 37 ميغا في منطقة جندر بريف حمص.
وبين مدير المؤسسة، أنّ الجديّة التي أبداها المتعهد مبشّرة، وتم تسليمه موقع العمل منذ 4 أيام تقريباً، متأملون نتائج مبشرة مستقبلاً منه، مشيراً إلى أنّ الأولية لمثل هذه المشاريع هي التي يتوفر لها تمويل كامل ما يسهل عمليات التنفيذ وفق المراحل المخطط لها.
– تركيب 6 ميغا في كل مرحلة:
وحول المسار الزمني المتوقع للانتهاء من تنفيذ هذا المشروع المذكور، أوضح البريجاوي أنّ المدّة الزمنية التي حددت لتنفيذ المشروع كاملاً هي عامان، وبنفس الوقت قسمت هذه الفترة على 6 مراحل، وكل مرحلة (4) أشهر من المفترض أن يُنجز خلال كل مرحلة منها، تركيب ألواح باستطاعة (6) ميغا واط ساعي.
وحول الصعوبات التي تواجه الجهات المنفذين لمثل هذه المشاريع بالعموم، لم يخف البريجاوي ذلك، إذ أشار إلى صعوبة بعض الإجراءات التي قد تواجه الشركات الأجنبية المنفذة كمسألة التحويلات المالية المتوقفة نتيجة الحصار وبالتالي هذا يقلل من فرص الاستثمار في هذا القطاع والذي يحتاج فعلياً إلى مبالغ مالية كبيرة.
– التكلفة الإجمالية 489 مليار ليرة:
وحول التكاليف المتوقعة لتنفيذ المشروع، بين مدير مؤسسة التوليد أنّ التكلفة التأسيسية لإنتاج (1) ميغا من الطاقة الكهربائية عبر الطاقة الشمسية يتراوح بين 900 إلى مليون يورو، وهو رقم يفوق تكلفة إنتاج الكهرباء من محطات التوليد التقليدية والتي تصل إلى حدود 700 ألف يورو.
وبالتالي، وبناء على التكاليف المذكورة، يمكن القول بحسبة بسيطة: “إنّ تكلفة إنتاج كل 1 ميغا واط ساعي عبر الطاقة الشمسية في سوريا، يحتاج إلى 13.585 مليار ليرة سورية، وبالتالي تصل التكلفة الإجمالية للمشروع كاملاً والبالغ 36 ميغا، أكثر من 489 مليار ليرة سورية، بحسب أسعار السوق الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي ليوم الأربعاء 7 شباط 2024.
– الوفر المتوقع من المشروع:
وبحسب الخبراء المتابعين للشأن الطاقوي، فإنّ إنتاج 36 ميغا واط من الكهرباء عبر اللواقط الكهروضوئية، يتطلب من الجهة المنفذة للمشروع، تركيب بأقل تقدير 66 ألف لوح باستطاعة 545 واط لكل لاقط.
وبالتالي، وبحسب الخبراء، فإنّ الطاقة الكهربائية السنوية المتوقع إنتاجها من المشروع، تبلغ تقريباً 60 مليون كيلو واط ساعي، وهذه الكمية توفر على الحكومة من الوقود نحو 15 ألف طن من الفيول في السنة، وكمية من الكربون تصل إلى نحو 42 ألف طن.
– الكهرباء تتجه لسحب مشروع 300 ميغا من شركة أجنبية:
وفي سياق متصل، ونتيجة لتعثّر أحد المشاريع الذي مضى على توقيعه أكثر من عامين مع شركة (انترناشونال انيرجي انفستمنت) الإماراتية، علم “أثر” من مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء، أنّ هناك توجه حالياً لسحب المشروع الذي تم توقيعه بتاريخ 11 تشرين الثاني 2021، مع تجمع الشركات الإماراتية باستطاعة 300 ميغا، نتيجة تعرقله وخروجه عن المسار المخطط له زمنياً.
ونصت الاتفاقية الموقعة بين الجانبين حينها، على إنشاء محطة توليد كهروضوئية باستطاعة 300 ميغا واط في منطقة وديان الربيع بالقرب من محطة توليد تشرين في ريف دمشق، على أساس المفتاح باليد مع تأمين التمويل اللازم للمشروع بنسبة 100 % عن طريق تسهيلات دفع أقساط ربع سنوية لمدة 10 سنوات يتم دفعها بعد وضع كل قسم من أقسام المشروع في الخدمة بمدة تنفيذ سنتين.
– ترخيص 255 مشروع كهروضوئي خلال 2023:
وخلال عام 2023، وفي مجال توليد الكهرباء بالطاقات المتجددة، رخصت وزارة الكهرباء لـ /255/ مشروع كهروضوئي باستطاعة إجمالية تبلغ /357/ ميغا واط ساعي، نفذ منها /122/ مشروع باستطاعة /63.29/ ميغا واط، وذلك ضمن المشاريع المرخصة وفق المادة 28 من قانون الكهرباء والتي تخضع لتعرفة التغذية.
أمّا فيما يتعلق بمشاريع الطاقة الريحية، منحت وزارة الكهرباء تراخيص لـ /9/ مشاريع كهرو-ريحية باستطاعة إجمالية تصل إلى /35/ ميغا واط، نفذ منها مشروع باستطاعة /5/ ميغا واط فقط، كما تم ترخيص مشروعين على شبكة النقل باستطاعة إجمالية /200/ ميغا واط نفذ منها /10/ ميغا واط بعدرا الصناعية.
قصي المحمد . اثر برس