يعتبر قطاع الكهرباء أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومنذ بدء الأزمة في سورية لا يكاد يمر يوم إلا ويصب الإرهابيون جام حقدهم على أحد مكونات قطاع الطاقة الكهربائية كمحطات التوليد والتحويل وخطوط نقل القدرة 400 و230 و66 ك.ف، وخطوط التوزيع 20 و0,4 ك.ف، ومراكز التحويل المغذية للمنازل.
كذلك جرت مهاجمة صهاريج نقل الوقود والزيوت لمحطات التوليد، وسرقة العديد من الآليات الهندسية (روافع، وسيارات فحص الأعطال) والسيارات الشاحنة، وسيارات نقل عمال الورشات، وباصات وسيارات نقل العاملين الجماعية والفردية، إضافةً إلى تدمير وإتلاف مئات الكيلومترات من نواقل وكابلات نقل القدرة، ومحولات الاستطاعة والتوزيع، وأبنية المحطات ومراكز التحويل مما تسبب في انخفاض مستوى الوثوقية، وقطع التغذية عن جميع المناطق لفترات طويلة ، إضافةً إلى تكرار تفجير وتخريب السكك الحديدية التي تُنقل عبرها مادة الفيول أويل وتفجير خطوط نقل الغاز الطبيعي اللذين يُستخدمان في محطات توليد وإنتاج الطاقة الكهربائية ، ليتصدر هذا القطاع قائمة القطاعات الخدمية التي طالتها أيادي الشر في مشهد تخريبي يعكس طبيعة الإرهابيين الإجرامية وعقولهم المتحجرة وقلوبهم المظلمة التي اعتادت على تنفيذ اعتداءاتها وجرائمها تحت جنح الظلام.
هذه الأعمال التخريبية تسببت بخسائر مالية واقتصادية وآثار اجتماعية وإنسانية كبيرة تكبدها الشعب السوري وسيبقى تأثيرها لفترة طويلة مستقبلاً نظراً لارتفاع تكاليف الإصلاح، منوهين إلى أن منعكس الأضرار يمس شريحة كبيرة من المجتمع السوري على اعتبار أن أكثر من 90% من الكهرباء المستهلكة في سورية هو استهلاك منزلي وخدمي وتجاري وصناعي.
• الأضرار المباشرة:
1- الاعتداء على قطاع الطاقة (( الكهرباء – النفط )) :
- الاستهداف الأول لقطاع الطاقة كان تاريخ 6/8/2011 وتمثل بالاعتداء على سكك الحديد التي تنقل الفيول لمحطات توليد الكهرباء حيث كانت تتم عملية نقل الوقود عبر السكك الحديدية من مصافي حمص وبانياس إلى محطات توليد الكهرباء وبعد الاعتداء على هذه السكك الحديدية وتخريبها لجأت وزارة الكهرباء لنقل الوقود عبر الصهاريج الأمر الذي كلف وزارة الكهرباء حوالي / 3 / مليار ل.س سنوياً خلال الأزمة على مستوى نقل الوقود بالصهاريج فقط وهذا لايساعد في تخفيض ساعات التقنين يومياً إلا ساعتين فقط خلال الـ 24 ساعة .
- الاعتداء على حقول النفط وأنابيب نقل الغاز
هذه الاعتداءات نتج عنها نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء وتوقف قسم من العنفات عن العمل .
- يبلغ عدد محطات توليد الكهرباء في سورية / 11 / محطة توليد تغذي كافة المحافظات السورية بالكهرباء وتحتوي على / 54 / عنفة لتوليد الكهرباء تعمل على الوقود الأحفوري ( فيول – غاز طبيعي ) في حالة جاهزية كاملة يوجد منها / 36 / عنفة حالياً متوقفة عن العمل بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها بالرغم من جهوزيتها للعمل ما أدى إلى انخفاض إنتاج الطاقة من نحو/ 9 / آلاف ميغا واط قبل الأزمة إلى نحو / 1600 / ميغا واط وسطياً اليوم يتم توزيعها لتغذية كل المحافظات السورية.
- خطوط التوتر العالي اللازمة لنقل لطاقة الكهربائية والبالغ عددها /150/ خط تتعرض يوميا إلى اعتداءات متكررة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة بمعدل /1/إلى /3/ خطوط يومياً بعد أن كان مجموع ما يتعرض لأعطال نحو /5/إلى / 15/ خط خلال عام كامل الأمر الذي أدى حاليا إلى خروج /75/خط من الخدمة ، وقد قامت ورشات الكهرباء قامت بخطوات استثنائية بإصلاح و تأمين جاهزية نحو 80 % من خطوط وأبراج التوتر العالي الأمر الذي أدى إلى تأمين الكهرباء إلى مختلف المحافظات السورية
- يبلغ عدد محطات التحويل /480/ محطة تم الاعتداء على أكثر من /100/ محطة تحويل 230/66 ك.ف ويوجد منها الآن حوالي / 420/ محطة تحويل في حالة جاهزية تامة رغم حجم التخريب الكبير الذي تعرضت له هذه المحطات بفضل الجهود الكبيرة لصيانتها وإعادة تأهيلها بأسرع وقت ممكن.
2 - اعتداءات على العاملين في قطاع الكهرباء.
تمت مهاجمة العاملين في مقرات عملهم الإدارية، وفي محطات التحويل والتوليد وفي الطرقات المؤدية إلى مواقع العمل وترهيبهم بمختلف الأساليب غير الإنسانية واختطاف بعضهم وقتل البعض الآخر، وقد بلغ عدد الشهداء من قطاع الكهرباء /266/ شهيداً وحوالي /181/ مصاب وأكثر من /49/ مخطوف منذ بدء الأزمة وحتى الآن ممن استشهدوا أثناء قيامهم بأعمال الإصلاح على شبكات الكهرباء التي تم تخريبها من قبل الإرهابيين.
- بلغت القيمة التقديرية للأضرار المباشرة تصل إلى / 430 / مليار ل.س وفق الأسعار الحالية للمواد وتجهيزات المنظومة الكهربائية ، علماً أنه لم يتم بعد تقدير قيمة الأضرار التي تعرضت لها أجزاء المنظومة الكهربائية في المناطق التي مازالت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة.
• الخسائر غير المباشرة:
إن عدم تزويد القطاعات الصناعية والخدمية بالكهرباء تسبب بخسائر مالية على الاقتصاد الوطني وتختلف قيمتها حسب انتشار التقانة والتكنولوجيا الاستهلاكية في المجتمع، وقد قُدرت الخسائر غير المباشرة على الاقتصاد الوطني والناجمة عن قطع الكهرباء بسبب العمليات التخريبية بنحو/2000/ مليار ليرة سورية، محسوبة على أساس قيمة الـ ك.و.س غير المُخدم تعادل 50 ل.س/ك.و.س على أساس سعر الصرف 50 ل.س /دولار.
• الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الكهرباء في ظل الأزمة :
1) تشكيل طاقم بشري للحماية الذاتية لمحطات التوليد والمنشآت الهامة التابعة لوزارة الكهرباء والتنسيق مع الجهات المعنية لتزويدهم بالمعدات الضرورية لعملهم.
2) تشكيل خلية عمل في كل محافظة برئاسة مدير عام شركة الكهرباء في المحافظة مهمتها تذليل كافة الصعوبات بهدف الحفاظ على جاهزية المنظومة وتأمين مستلزمات عملها، وتم تقسيم المحافظات إلى قطاعات لإصلاح أعطال الخطوط على مختلف التوترات.
3) تشكيل خلية أزمة في وزارة الكهرباء برئاسة الوزير وعضوية معاوني الوزير والمدراء العامين للمؤسسات ومعاونيهم، مهمتها اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أي حادث طارئ يتعرض له أي مكون مادي أو بشري في قطاع الكهرباء ومتابعة خلايا العمل المشكلة في المحافظات.
4) تنسيق وإعادة توزيع تواجد العاملين في قطاع الكهرباء بما يتوافق مع ظروف الأزمة لتأمين الوصول بأقصى سرعة ممكنة إلى أماكن الأعطال الطارئة نتيجة الاعتداءات الإرهابية.
5) نقل المواد والقطع التبديلية المتوفرة في المستودعات التابعة للوزارة إلى أماكن أكثر أمناً.
6) تأمين المواد اللازمة لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية بما في ذلك مرحلة إعادة الإعمار عن طريق إبرام عقود مع الدول الصديقة، وبعض مواد هذه العقود وصلت إلى المستودعات والبعض الآخر قيد التصنيع والتوريد، وبذلك تمكنت الوزارة من توفير كافة مستلزمات ومواد شبكتي النقل والتوزيع للفترة الحالية وقسم كبير من مستلزمات الشبكة لفترة إعادة الإعمار.